حركة المقاضاة في عامها الثاني
کاتب عراقی- صافي الياسري
الحملة التي تواصل المقاومة الايرانية شنها مطالبة بمقاضاة الجناة في مجزرة 1988 التي اعدم خميني والملالي فيها اكثر من 30 ألف سجين سياسي اغلبهم من اعضاء منظمة مجاهدي خلق تتسع وتشمل جهات رسمية وشعبية عالمية لها ثقلها السياسي والثقافي والفكري والاعلامي ،وبمناسبة الذكرى السنوية للمجزرة وجهت الرئيسة رجوي رسالة للشعب الايراني وعموم احرار العالم بهذه المناسبة قالت فيها :
الحملة التي تواصل المقاومة الايرانية شنها مطالبة بمقاضاة الجناة في مجزرة 1988 التي اعدم خميني والملالي فيها اكثر من 30 ألف سجين سياسي اغلبهم من اعضاء منظمة مجاهدي خلق تتسع وتشمل جهات رسمية وشعبية عالمية لها ثقلها السياسي والثقافي والفكري والاعلامي ،وبمناسبة الذكرى السنوية للمجزرة وجهت الرئيسة رجوي رسالة للشعب الايراني وعموم احرار العالم بهذه المناسبة قالت فيها :
قبل 29 عاما وفي مثل هذه الأيام بدأ جلاد القرن خميني السفاح، مجزرة 30 ألف سجين سياسي من المجاهدين والمناضلين.
إنه كان يريد أن يجتث حركة المقاومة لبقاء حكمه، وأراد أن يعمل عملا لن يعود أحد يفكر بعده في التغيير ولا يسول له تفكيره بطلب الحرية، فوجد كل ذلك في القضاء السريع على مجاهدي خلق وكل من يبقى متمسكا بقضية الحرية.
ولكن في مقابل هذه القسوة غير المسبوقة، أثبت المجاهدون أنهم أعلى من المشانق واعتلوا المشانق بالآلاف وآصبحوا في ذاكرة الشعب الإيراني اسطورة الوفاء بالحرية وأضاءوا مسار تاريخ إيران بخوضهم درب عدم الاستسلام وزرعوا الأمل فيه.
إن دماء المجاهدين والمناضلين أصحاب القضايا، لن تتوقف عن الغليان أبدا ورأينا خلال هذه السنين كيف أن روح العصيان والاحتجاج لدى المجتمع الإيراني كانت تصارع نظام ولاية الفقيه.
تحيات أبدية لجميع السجناء الذين راحوا شهداء المجزرة في العام 1988 منذ لحظة تمسكهم بمواقفهم في غرف الاستجواب ضد ولاية الفقيه ومن أجل الحرية، وأن معركتهم ونضالهم ظل يدك نظام الملالي إلى يومنا هذا.
رغم أن خميني قد أخفى أسماءهم، إلا أنهم أسمى نساء ورجال في تاريخ إيران المعاصر.
أخفوا قبورهم ولكن وجودهم أصبح عنوانا أكثر حضورا في نضال الشعب الإيراني.
رُفعت رؤوسهم على المشانق منذ سنوات ولكنهم مازالوا يتغنون بالنشيد الأحمر للحرية.
أيها المواطنون، أيها الشباب وأيها المنتفضون!
في العام الماضي وفي 28 يوليو أصدرت «عوائل الشهداء والسجناء السياسيين» بيانا أعلنوا فيه للجميع «انطلاق حملة لتخليد شهداء المجزرة للعام 1988». والآن مضى عام على انطلاقة حركة المقاضاة من أجل الشهداء في المجزرة. تلك الحملة التي تستمد حوافزها وقوتها من غليان دماء الشهداء ومن إرادة الشعب الإيراني لنيل الحرية. وخلال هذه المدة هزت هذه الدماء مرات عدة أركان النظام القائم على المجزرة:
انها نشرت الوعي على نطاق واسع في المجتمع الإيراني، لاسيما في الوسط الشبابي بشأن هذه الجريمة البشعة التي ارتكبها نظام ولاية الفقيه وأفشلت مؤامرة الصمت والتستر التي حبكها الملالي بشأن مجزرة العام 1988 وأجبرت الملالي الحاكمين على الاعتراف بمشاركتهم في جريمة ضد الإنسانية.
كما حطمت حركة المقاضاة خطة خامنئي على رأسه وهو كان يريد تنصيب عضو في لجنة الموت على كرسي الرئاسة في نظامه. وهزمت كل النظام في مسرحية الانتخابات وروجت شعار «لا للمحتال ولا للجلاد» بين صفوف الشعب وأثارت على الصعيد الدولي، ملف هذه المجزرة التي ظلت مكتومة اثر سياسة المداهنة من قبل الحكومات الغربية.
وهذه الجهود تسببت في أن يهتم الأمين العام للأمم المتحدة بمجزرة العام 1988 في تقريره لهذا العام.
وأثبتت الحملة خلال العام أن نظام ولاية الفقيه واهن جدا بشأن المذبحة التي أرسى أسس نظامه عليها ، وبالنتيجة فان الملالي كلما يقومون بأي عمل لكي يلقوا اللوم على مجاهدي خلق، كلما يورطون أنفسهم أكثر في ورطة الفضيحة.
إن المقاومة الإيرانية قد بذلت جهدا منذ الأيام الأولى التي تسربت أخبار المجزرة إلى خارج السجن للكشف عن هذه الجريمة على المستوى العالمي. وفي حينه قال مسعود في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك: «على المجتمع الدولي أن يجبر هذا النظام على الإجابة على أسئلة مثل هوية جميع المعدومين وزمان وموقع إعدامهم وكيفية إعدامهم ومدفنهم وأن يقدم منفذي هذه الجريمة الكبرى».
وخلال العام الأخير أيضا، جازف أنصار ومناصرو المقاومة بأرواحهم وأحصوا عددا غير معلن من أسماء شهداء المجزرة وعناوين قبورهم ومعلومات عن أعضاء لجان الموت في المحافظات.
إني أوجه التقدير لكل هؤلاء وكل اولئك الذين التحقوا في العام الماضي إلى حراك المقاضاة وكذلك الشباب والطلاب الجامعيين الذين اغتنموا كل فرصة لإعلاء كلمة المقاضاة من أجل مجزرة العام 1988 والسجناء الذين دعموا الحركة في أصعب الظروف.
مع ذلك فإن ما تم إنجازه، يعتبر الخطوة الأولى، لأن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية لن يتوقفا عن الجهد إلى حين تقديم كل المسؤولين عن مجزرة السجناء السياسيين أي اولئك الذين مازالوا يحتلون أكبر المناصب الحكومية، إلى طاولة العدالة.
إني وفي انطلاقة العام الثاني لحركة المقاضاة، أدعو الجميع إلى توسيع نطاق هذه الحركة. وهذا يمثل جزءا من حركة تحرير الشعب الإيراني لإسقاط نظام ولاية الفقيه برمته.
وعلى هذا الأساس :
1- أدعو الشباب الأبطال والمنتفضين في عموم الوطن المكبل، إلى الاحتجاج لإرغام قادة النظام على نشر أسماء كل الشهداء في المجزرة والكشف عن عناوين قبورهم وأسماء الجلادين المتورطين في هذه المجزرة.
2- أدعو عوائل الشهداء والسجناء السياسيين أن يتجمهروا حول قبور الشهداء وأن يفرضوا على نظام الملالي اعطاء حقوقهم المسلوبة لإقامة مراسيم تأبين لأبنائهم الأبطال.
3- أدعو جميع أبناء وطني إلى المشاركة النشطة في الحركة الوطنية لجمع المعلومات عن الشهداء والعثور على قبورهم المخفية والكشف عن الملالي والجلادين المتورطين في هذه الجريمة.
4- أدعو جميع الطلاب الشباب وتلك
المجموعة من رجال الدين الذين ابتعدوا عن نظام ولاية الفقيه البغيض إلى إدانة صريحة لهذه المجزرة وفصل حسابهم عن خميني ونظام ولاية الفقيه اللاإنساني واللاإسلامي.
5- أدعو البرلمانات والأحزاب السياسية والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، والزعماء الدينيين والشخصيات السياسية والاجتماعية في دول مختلفة إلى التضامن مع الشعب الإيراني، وإدانة مجزرة السجناء السياسيين في إيران بقوة ومطالبة حكوماتهم باشتراط استمرار العلاقات السياسية والتجارية مع النظام الاستبدادي الديني بوقف الإعدام والتعذيب في إيران.
6- أطالب المفوض السامي لحقوق الإنسان بفتح سريع للجنة مستقلة للتحقيق بشأن مجزرة العام 1988 وبالتالي تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة وأطالب مجلس الأمن الدولي بوضع ترتيب لمحاكمة قادة هذا النظام بتهمة جريمة ضد الإنسانية.
إن خامنئي وبيته العنكبوتي المليء بالفساد يمسكان برأس خيط جميع الملفات الضخمة لأعمال القتل والقمع في ربع القرن الأخير في إيران. إنه وبمشاركته النشطة في المجزرة في العام 1988 قد نال كرسي خلافة خميني ويجب محاكمته قبل غيره من قادة النظام لارتكابه جريمة ضد الإنسانية.
أيها المواطنون الأعزاء!
في مجزرة العام 1988 التي كان هدفها الأساسي إبادة مجاهدي خلق، قد علّم خميني خلفائه درسا بأن حفظ السلطة يمكن بالقضاء على هذا التيار المتسك بمواقفه. وها هو خامنئي وزملاؤه قد مارسوا عمليا هذا الدرس طيلة العقود الثلاثة الماضية. فيما يشكل مجاهدي خلق و المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية البديل الديمقراطي لهذا النظام وهما يمثلان عنصر الانتصار والحرية وسيترجمان على أرض الواقع بالاعتماد على الشعب الإيراني هذا الهدف الرائع. وفي ذلك اليوم سينهض الأبطال الشهداء في المجزرة، بل كل شهداء درب الحرية في إيران وعددهم يبلغ 120 ألف شهيد في أرواح وإرادات حماسية للشبان الإيرانيين وفي ألف أشرف وجيش التحرير الوطني وسيبدأون يوما سعيدا بالحرية والديمقراطية والمساواة.
تحية خالدة لكل النجوم الساطعة في سماء الثورة الإيرانية، اولئك الشهداء الذين عرجوا إلى السماء في العام 1988، وتحية إلى كل الطلائع الذين نهضوا للمقاضاة من أجل الشهداء سالكين دربهم وقضيتهم من أجل حرية إيران حتى الذرى.
الى ذلك أصدر جمع من السجناء السياسيين في جوهردشت يوم الأحد 30 يوليو بيانا طالبوا فيه بمحاكمة آمري ومنفذي المجزرة في العام 1988. وفيما يلي نص البيان:
في الذكرى السنوية لمجزرة السجناء السياسيين في آب 1988 وبينما يعترف آمرو ومنفذو تلك المجزرة الذين يحتلون مناصب عليا في الحكومة بجرائمهم وأعلن بعض منهم بأنهم يفتخرون بذلك والقتلة من أمثال وزير المخابرات السابق فلاحيان يقول: حتى اذا كان شخص قد قرأ صحيفة فحكمه هو الاعدام، الا أن العالم قد لزم مع الأسف الصمت لحد الآن.
نحن السجناء السياسيين الذين نرى في الوقت الحاضر خرقا واسعا لحقوق الانسان في سجون هذا الحكم، نوجه التقدير من صميم القلب للمعنيين في حركة المقاضاة خاصة المساعي الدؤوبة للسيدة رجوي لمحاكمة كل الآمرين والمنفذين المتورطين في المجزرة البشعة. ونطالب في هذا الاطار جميع المواطنين بتزويد هذه الحركة للمقاضاة بكل ما يساهم في اثرائها من وثيقة وصورة وخبر عن شهداء تلك الواقعة وعناوين المقابر الجماعية وفي كلمة واحدة أي معلومة تتعلق بتلك المذبحة.
الواقع أن عدم محاكمة ومحاسبة من يقف خلف تلك المجزرة أدى الى حملة الاعدامات الهمجية التي تجري على قدم وساق وانتهاكات مستمرة لحقوق الانسان لحد اليوم. بحيث لم يمر يوم الا وأننا نشاهد اعدام عدد من زملائنا أو نرى ابلاغ تاريخ تنفيذ حكمهم وابطال أوراق هويتهم من قبل قسم تنفيذ أحكام السجن وغيرها من عمليات النقل الى الحبس الانفرادي تمهيدا لتنفيذ حكم الاعدام. بحيث نشعر مع كل فتح لباب العنبر بأنه «قد يكون ناقوس خطر لعدد منا». وأصبح مرور الوقت فقط الانتظار القاتل للاعدام.
لذلك طلبنا وتقديرنا لكل المواطنين والناشطين في حركة المطالبة بالعدالة لمحاكمة من يقف وراء المذبحة وهذا طلب كل من ينتظر في طابور الاعدام!
العقوبات الأخيرة التي شملت قوات الحرس، هي العقوبة ضد الآلة الرئيسية للقمع والكبت والكفيلة بأعمال الابادة للنظام. ان العقوبات على قوات الحرس تأتي لمنع انفاق ثروات وموارد الشعب الايراني لقتل شعوب المنطقة والشعب الايراني. وهذا في ذاته يفرح كل ايراني حر.
على أمل أن تحوّل حملة المقاضاة وحسب قول السيدة مريم رجوي حبال المشانق الموضوعة على رقاب الشباب الى حلقة نارية على أعناق آمري ومنفذي هذه المذبحة وأن تكون ملحمة لانقاذ ايران وتسجيلها في التاريخ وهذا سيتحقق مثلما حققته مقاومة الشعب الايراني قضية مساعي النظام للحصول على النووية الى مصيدة نووية للنظام نفسه.
جمع من السجناء السياسيين في سجن جوهردشت بمدينة كرج- 30 يوليو
Comments
Post a Comment