إتفاق آخر بين دمشق و داعش - سعاد عزيز

هناك بوادر إتفاق جديد بين النظام السوري و تنظيم داعش الارهابي يلوح في الافق بعد الاتفاق "الفضيحة" الذي تم إبرامه بين الجانبين فە 25 آب/أغسطس الماضي(والذيسمي بصفقة داعش حزب الله) والذي قضى بترحيل أ?ثر من 300 عنصر من التنظيم من القلمون الغربي على الحدود السورية اللبنانية الى دير الزور شمال سوريا، الاتفاق الجديد يقضي  بخروج داعش من ريف حماة الشرقي وسط سوريا، وينص الاتفاق ?ما نقله المرصد السوري لحقوق الانسان، على خروج المئات من عناصر التنظيم مع عوائلهم المتبقية تحت سيطرته في ريف حماة الشرقي، ?ما سيتم إنشاء مخيمات في شرق مدينة سلمية لمن تبقى من مواطنين لحين الانتهاء من من عمليات تمشيط الريف الحموي الشرقي.
 
هذا الاتفاق الجديد الذي قد لاي?ون الاخير، يظهر إن هناك دائما مايجمع بين النظام السوري و تنظيم داعش،  على الرغم من إن إبرام الاتفاق الاول و الثاني وماصاحبته من تبريرات، ل?ن يبقى التبرير الاهم و الا?بر هو إن مصلحة طهران ـ دمشق تقتضي حاليا تخفيف حدة المواجهة ضد داعش والسعي للمحافظة عليه من الفناء، ذلك إن فنائه و إنتهاءه سوف يجعل الانظار تتجه الى أمور و قضايا أخرى من شأنها تر?يز الانتباه على النظام السوري و على النظام الايراني أو ?لاهما، خصوصا وإن إيران حاليا في وضع صعب قد يفتح الابواب أمام خيارات مختلفة أمامه أحلاها مر.
 
لايجب الاستغراب أبدا من أي إتفاق يتم إبرامه بين داعش و النظام السوري أو مع حزب الله بل وحتى مع طهران نفسها، ذلك إن تنظيم داعش قد قام بإبراز عضلاته و طغيانه على الساحة السورية في عام 2013، بعد سلسلة متغيرات غير عادية جعلت النظام أمام المحاسبة الدولية بعد القصف ال?يمياوي لريف دمشق، ويجب أن نتذ?ر دائما ?يف إنه تم في تلك الفترة تحديدا إطلاق سراح المئات من السجناء السنة المتطرفين في سوريا بقرار عفو"فجائي" و?يف إنه قد صادف"فجأة أيضا!!"وفي نفس هذه الفترة تم هروب المئات من السجناء السنة المتطرفين من سجون العراق عندما ?ان نوري المال?ي"رجل إيران الاول في العراق"رئيسا للوزراء، وصدفة أيضا إلتقى الجمعان المتطرفان في سوريا و العراق ليش?لا داعش الذي هيمن على الساحة السورية و من بعدها دخل العراق في حزيران 2014، فهل ?ل هذه الصدف إجتمعت فجأة ومن دون علم المخابرات السورية و الايرانية البريئتين؟!!
 
غير إن هناك سٶال مهم جدا يجب طرحه و التمعن فيه بدقة قبل الاجابة عليه، وهو؛ مالذي حصل عليه الم?ون السني من وراء تنظيم داعش الذي يفترض فيه إنه مدافع عنيد و شرس عن السنة و عدو لدود للشيعة؟ قطعا إن أهل السنة في العراق و سوريا قد تضرروا على حد سواء و بصورة غير مسبوقة من بعد ظهور داعش أ?ثر من الشيعة بأضعاف مضاعفة، ولذلك فإن الصورة تتوضع أ?ثر فأ?ثر عمن وقف و يقف خلف هذا التنظيم المتطرف الارعن و الذي ليس هو إلا النظام الايراني و حليفه نظام بشار الاسد، فقد ?ان ولايزال هذا التنظيم آلة و وسيلة بيديهما يستخدمانه ?لما ضاقت بهما الحيلة ?ما هو الحال حاليا.
 
الاوضاع الصعبة التي تنتظر طهران والتي تتوزع على عدة محاور، تضعها في موقف حرج للغاية ومن هنا فإنها تجد الحاجة أ?ثر من ماسة للتف?ير بمناورات و لعب و سيناريوهات جديدة تتيح لها درء الاخطار عنها ولو الى حين، بيد إن الامر الذي تحذر طهران و تتخوف منه ?ثيرا، هو ملف مجزرة عام 1988 الخاص بإعدام 30 ألف سجين سياسي والذي نجحت زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في دفع الامم المتحدة لتبنيه من خلال القرارين اللذين صدرا عن الامين العام للأمم المتحدة و مقررة حقوق الانسان في إيران، ولذلك يجب إنتظار ال?ثير من طهران في الفترات القادمة على أمل أن تعبر الى الضفة الاخرى بسلام.

Comments

Popular posts from this blog

Iran: Protest Gathering of Entrepreneurs of Tehran's Plasco Building