سر معزة الاتفاق النووي لدى خامنئي

ليس هناك من شك في أن المرشد الاعلى الايراني قد أجبر رغما عنه على تقبل الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في عام 2015، وبلع خطوطه ال19 التي وضعها أمام الدول الکبرى، وقد إستمر في رفضه الضمني للإتفاق و التحذير منه بين الفينة و الاخرى، رغم إنه قد تم تحت إشرافه الکامل، ذلك لأنه کان يعلم إن تمجيده للإتفاق و الإشادة به يعني الطعن في قيادته و نهجه ولاسيما وإن کل الامور الحساسة و بالغة الخطورة تخضع لتوجيهاته 100%.

يس هناك من شك في أن المرشد الاعلى الايراني قد أجبر رغما عنه على تقبل الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في عام 2015، وبلع خطوطه ال19 التي وضعها أمام الدول الکبرى، وقد إستمر في رفضه الضمني للإتفاق و التحذير منه بين الفينة و الاخرى، رغم إنه قد تم تحت إشرافه الکامل، ذلك لأنه کان يعلم إن تمجيده للإتفاق و الإشادة به يعني الطعن في قيادته و نهجه ولاسيما وإن کل الامور الحساسة و بالغة الخطورة تخضع لتوجيهاته 100%.
الاتفاق النووي الذي جاء في ظرف لم يکن أمام خامنئي أي خيار سوى القبول به، تماما کما کان الحال مع الخميني عندما إضطر مرغما للموافقة على قرار وقف إطلاق النار مع العراق، إذعان و رضوخ خامنئي للإتفاق النووي، کان بسبب أن الاوضاع الداخلية الايرانية کانت على أسوء مايکون ولو لم يرضخ للإتفاق فقد کان سيدفع بنظامه نحو مفترق لن يعود منه سالما، ولذلك کان بوسع الدول الکبرى إملاء شروط و بنود أقسى و أقوى من التي تم إبرامها و إمساك النظام من تلابيبه، کما کانت تطالب حينها زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي و تشدد عليه، لکن و لأسباب مختلفة سارت الامور ولمرة أخرى مناسبة نوعا ما لإيران، والذي أثار إستياءا لدى دول مجموعة 5+1، التي وقعت الاتفاق، إن طهران ظلت تسعى و بطرق ملتوية لإنتهاك الاتفاق و الحصول على أجهزة و معدات تصلح للبرنامج النووي، کما أعلنت ذلك وزارة داخلية مقاطعة شمال الراين في ألمانيا، ناهيك عن تمسك طهران ببرنامج صواريخها الباليستية و تطويره على الدوام.
هذا الاتفاق الذي ظهر واضحا بأن هناك الکثير من النقاط الهشة فيه و التي بإمکان طهران إختراقها، أعلنت إدارة ترامب موقفها الطاعن في هذا الاتفاق و سعيها لإجراء تعديلات عليه تضمن کبح جماح إيران و ضمان إلتزامها الکامل بالاتفاق، وهذا ماأثار حفيظة التيار الايراني المتشدد بزعامة المرشد الاعلى شخصيا و جعله يذرف دموع ساخنة على هذا الاتفاق و على شرعيته، خصوصا بعدما ألمحت إدارة ترامب الى ماتريده بهذا السياق و الذي لايرافق ولايتفق مع أهواء و رغبات خامنئي شخصيا، ذلك إن يقطع الطريق تماما على النوايا المشبوهة ولايبقي دربا أو نافذة أو مجالا ما لها کم فعلت إدارة الرئيس السابق أوباما.
خامنئي الذي إنتقد في خطاب بثه التلفزيون الايراني، الأصوات التي وصفها بـ"المنادية بالتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، متهما السلطات الأميركية بأنها تسعى جاهدة من أجل "تخريب نتائج الاتفاق النووي" المبرم بين إيران والدول الست الكبرى. لکنه ومع تهجمه على واشنطن فإنه أظهر حرصا کبيرا على الابقاء على الاتفاق الذي سبق وان حصلت بموجبه على مبالغ طائلة وظفتها في مخططاتها الاقليمية و تقوية اجهزتها القمعية، ذلك أن الاوضاع الحالية التي تمر بها إيران تشبه الى حد کبير الاوضاع التي سائدة في عام 1978، أي العام الذي سبق الثورة الايرانية، حيث کان الشعب الايراني کله يظهر سخطه و غضبه من النظام الملکي، واليوم، فإن هناك إحتجاجات لاتکاد أن تنقطع وبعد أن کانت تتناقل قسما منها وسائل الاعلام الايرانية فقد صدر التوجيهات لها بالکف عن ذلك، خصوصا وإن تلك الاحتجاجات قد شهدت حالات حدثت خلالها إشتباکات بين العناصر الامنية و المحتجين وأسفرت عن ملاحقة المحتجين للعناصر الامنية و محاصرتهم کما کان الحال في إحتجاجات الذين تم نهب أموالهم من جانب مٶسسات حکومية أعلنت إفلاسها.

Comments

Popular posts from this blog

Iran: Protest Gathering of Entrepreneurs of Tehran's Plasco Building